المغرب الممكن، 50 سنة من التنمية البشرية، وآفاق 2025 - pdf


حول الكتاب : 
بالرغم من تاريخ مؤلم في بعض الأحيان، ومتسم بفترات انطواء وركود، ظل الشعب المغربي وما يزال متشبثا بجذوره، منفتحا، بصفة عامة، على محيطه، ومستشعرا لنداء المستقبل. وهكذا، فقد اتسمت ساكنة البلاد، في الوقت نفسه، بتنوع كبير، وبقدرة فائقة على الاندماج والتلاحم. لقد تمكنت روافده المتعددة ولاسيما منها، الأمازيغ والعرب واليهود والأندلسيون والأفارقة من التعايش ومن تنمية وعي بالانتماء الجماعي. كما أن مختلف هذه المكونات عرفت كيف تبدع وسائل لتجاوز التوترات، من أجل أن تعيش جنبا إلى جنب، ولتتساكن مع الاختلاف الإثني واللغوي والديني، ولتصنع تاريخا مشتركا، هو تاريخ المغرب.


ولم يعمل المسلسل الطويل، الهادف إلى طي ملف الوحدة الترابية إلا على إعطاء دفعة قوية للإحساس الوطني. وإذا كان المغرب، وما يزال، يبذل جهودا قصوى واستثنائية، بعد مضي خمسين سنة من نيله للاستقلال، فإنه يظل ملتئما بالإجماع حول الملكية، بوصفها الضامنة لسيادته ولوحدته الترابية المنسجمة والمعبأة والثابتة.

ينبع غنى الإمكان البشري للبلاد، بالأساس، من وحدته المتراصة داخل تنوعه الكبير. وقد تجلت هذه الوحدة، بوضوح، من خلال الحماس الكبير للحركة الوطنية بزعامة جلالة الملك محمد الخامس ؛ ذلك الحماس الذي عبأ جميع مكونات الشعب المغربي، ومكنها من التغلب على كل محاولات التفرقة.


ولم تتمكن الاجتياحات السابقة ولا الفترة الاستعمارية، التي لم تدم إلا خمسين سنة، مفضية إلى إلى خلخلة البنيات الاجتماعية، لا من الإضرار باستمرارية المغرب كدولة وأمة، ولا من التأثير على وحدة شعبه، اللتين تمت المحافظة عليهما عبر القرون، بالرغم من التغيرات التي طرأت على حدوده. ولقد فرض العمق التاريخي للدولة على المستعمر أن يتلاءم مع هذه المعطيات، لإنتاج شكل للحماية يراعي، نسبيا، خاصية المجتمع والشعب المغربين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الاستشراق الفرنسي والأدب العربي - احمد درويش pdf

كتاب اللسانيات النشأة والتطور أحمد مؤمن pdf